سورة الفجر - تفسير تفسير التستري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الفجر)


        


{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)}
قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ} [1] قال: ظاهرها الفجر الصبح.
{وَلَيالٍ عَشْرٍ} [2] قال: يعني عشر ذي الحجة وهي الأيام المعلومات.
{وَالشَّفْعِ} [3] آدم وحواء وقيل جميع ما خلق اللّه من الأضداد، الليل والنهار والنور والظلمة والموت والحياة.


{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4)}
{وَالْوَتْرِ} [3] هو اللّه تعالى.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} [4] ليلة الجمع تذهب بما فيها قال: باطنها والفجر محمد صلّى اللّه عليه وسلّم منه تفجرت أنوار الإيمان وأنوار الطاعات وأنوار الكونين.
{وَلَيالٍ عَشْرٍ} [2] العشرة من أصحابه الذين شهد لهم بالجنة. {وَالشَّفْعِ} [3] الفرض والسنة. {وَالْوَتْرِ} [3] نية الإخلاص للّه تعالى في الطاعات دون رؤية غيره فيهان.
{وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ} [4] أمته وذلك السواد الأعظم كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم: «ليلة أسري بي رأيت سوادا عظيما ما بين السماء والأرض فقلت: ما هذا السواد يا جبريل؟ قال: هذه أمتك ولك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، لم تكلمهم الخطايا، ولم يدنسوا بالدنيا لا يعرفون إلا اللّه»، فأقسم اللّه به وبأصحابه وبأمته.


{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16)}
وجواب القسم: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ} [14] يعني طريق الكل عليه يجازيهم بأعمالهم فأما سالم أو غيره يقول: يجعل رصدا من الملائكة على جسر جهنم معهم الحسك يسألون الخلق عن الفرائض.
{فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} [15] قال: يعني بعض المؤمنين إذا اختبره ربه بالنعمة {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} [15] بما أعطاني من السعة والرزق وذلك له استدراج واغترار. وقد قال الحسن رضي اللّه عنه: لا يزال العبد بخير ما علم ما الذي يفسد عمله. ومنهم من يزين له ما هو فيه ومنهم من تغلبه الشهوة.
{وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} [16] أي قتر عليه رزقه. {فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ} [16] بالفقر، يقول اللّه: كلا لم أبتله بالغنى لكرامته، ولم أبتله بالفقر لهوانه علي.
ولقد حكي أن فتح الموصلي رجع إلى أهله بعد صلاة العتمة وكان صائما فقال: عشوني فقال: ما عندنا شيء نعشيك به: قال: فما لكم جلوس في الظلمة؟ قالوا: ما عندنا زيت نسرج به.
قال: فقعد يبكي من الفرح إلى الصباح وقال: إلهي مثلي يترك بلا عشاء بلا سراج، بأي يد كانت مني يا مولاي.

1 | 2